ملتقى الذكريات
المقام هو فن حرفي يتميز بنمطه الخاص، وغالبًا ما يكون قرّاؤه أيضًا من الحرفيين المهرة في مجالات مثل الحياكة، وصياغة المجوهرات، والنجارة، وغيرها يقول الاستاذ رامز الراوي، أحد القليل من قرّاء المقام المتبقين في المدينة، وهو أيضًا صانع مجوهرات ماهر: «كان يُتلى المقام أثناء العمل. في الموصل، يُؤدى مقامات معينة خلال أداء مهام مختلفة، مثلا، يُتلى مقام الناري أثناء حياكة الأقمشة على المرقعة، وهي النول الخشبي الذي تُوضع عليه الخيوط للنسج». للأسف، العديد من ورش العمل والمتاجر أُغلقت بشكل دائم بعد الحرب، مما أدى إلى فقدان هذه الأماكن وصوتها المميز وذكريات المدينة. يهدف هذا الفيلم إلى إعادة إحياء مقام الموصل وإعادة بناء تذكارات المدينة والبصمة الصوتية لها، متجاوزًا مجرد البنية المادية. يضم العمل موسيقى أنتجها موسيقيون موصليون موهوبون خلال ورش عمل استمرت أسبوعين وأشرف عليها الفنان أمير الصفار. في الوقت الذي يُصنع فيه الأدوات الحرفية تصنع الموسيقى معها. والفيلم ذاته يتطور كعملية إبداعية تعكس إعادة بناء المدينة المستمرة، حيث يعبر الموسيقيون عن رؤاهم حول معنى إعادة الإعمار عبر موسيقاهم.
الفيلم تحرير بيشتيوان بابكر الترجمة النصية بواسطة جياهر هومر
